برشلونة 1 / 3 ريال مدريد، عن شخصية فريق زيدان وضياع هيبة البارسا!

في لقاء تحكَّم فيه زيدان بكامل تفاصيله فأغلق الملعب وقت ما شاء وفتحه وقت ما شاء ، ريال مدريد يُحقق فوزًا جديدًا على برشلونة بثلاثية في الكامب نو تضعه على منصة التتويج بلقب السوبر إكلينيكيًا قبل موقعة الإياب الأربعاء المقبل في سانتياجو بيرنابيو .
هكذا جاء العنوان، أما التفاصيل فسندخل فيها سريعًا؛ دخل زيدان بتشكيل السوبر الأوروبي بينما عوض ڤالڤيردي رحيل نيمار بإشراك ديلوفيو ليبدأ اللقاء تشكيلتين اعتياديتين للفريقين .
تكتيكيًا توقع الجميع أن زيدان سيترك الكرة والاستحواذ لبرشلونة ويلعب على رد الفعل بالمرتدات كما يفعل الريال دائمًا أمام البارسا، ولكن ما فعله زيزو كان مُغايرًا لتوقعات الجميع هو أنه رفض التخلي عن أسلوبه المعتاد واستغل نقطة قوته الأولى — وسط الملعب — حيث نجح في تدوير الكرة بين رُباعي الوسط الذي فاز بالاستحواذ حتى مُنتصف الشوط الأول ولكن عُقم ثنائي المقدمة حال بين ريال مدريد واستمرار الضغط والاستحواذ.
وبمجرد انتقال الاستحواذ إلى الجانب الكتلوني بدأت تظهر قوة زيدان في تمركُز لاعبيه؛ ممارسة كارفاخال و مارسيلو الضغط المُتقدم حدت كثيرًا من خطورة ظهيري البارسا، كوفاسيتش كان ظل ميسي الأول وخلفه كاسيميرو بتعليمات واضحة من زيدان بمنع ليو من الوصول إلى الثلث الأخير من الملعب، فضلاً عن تأدية راموس وفاران مباراة تُعد الأفضل لهم منذ فترة كبيرة خاصة الفرنسي الذي اعترض بنجاح كُل الكرات الهوائية تقريبًا إضافة إلى افتكاك أكثر من كرة من سواريز و ميسي فضلًا عن دوره في التغطية العكسية وظهوره كمدافع أخير أمام نافاس في الأوقات التي يتقدم فيها راموس والظهيرين.
الشوط الأول مَر بتحفظ كبير ولكن بتفوق تكتيكي واضح لزيدان منع من ترجمته كما قلت سابقًا " العقم الهجومي " لينتهي على إيقاع التعادل السلبي.
في الشوط الثاني ظهرت لمسة زيدان المُعتادة حيث يتخلى كثيرًا عن التحفظ ويبدأ مُهاجمًا بشكل أكبر ، فعل زيدان ذلك وأجبر البارسا على التراجع بشكل أكبر منذ بداية الشوط الثاني، ولأن الضغط يولد الأخطاء أصلح بيكيه ما أفسده بيل وبنزيما، بيكيه ترجم تفوق الريال بهدف في مرمى فريقه أعلن به تقدم الضيوف بعدما حول كرة مارسيلو العرضية في شباك تير شتيجن.
برشلونة انتفض بعد الهدف ولكن بعشوائية وكاد يستقبل أهدافًا أخرى لولا الرعونة تارات وتألق تير شتيجن تارات أخرى، رخل رونالدو فازدادت فاعلية هجوم الريال وازدادت انتفاضة البارسا حتى حصل على ركلة جزاء سجلها ميسي مُحرزًا التعادل. الدقائق التالية لهدف البارسا كان عنوانها دكة البدلاء، الفرديات وقيمة تدخلات المدرب؛ دكة البدلاء أثمرت فازكيز ورونالدو وأسينسيو وأخرى أتت بدينيس سواريز و ألكاسير! ، تحرك رونالدو فسجل هدف أُلغي للتسلل وأتبعه بهدف سينمائي في لمسة بالصدر وتحرك بدون كرة لأكثر من عشرين مترًا ثم ترويض للكرة مثلهم، خداع مُعتاد لبيكيه بطل الأهداف الثلاثة وضربة للكرة في زاوية شيطانية لا تُسجل حتى في score hero، واستكمالًا للقصة الهوليودية أظهر رونالدو عضلاته ممتزجة بصرخته الشهيرة في وجه جماهير الكامب نو ليضع بصمته على دقيقة ستُخلد في ليالي الكلاسيكو.
ولأن القصة كانت سينمائية كان لزامًا على الدراما أن تكتمل، رونالدو يحاول التحايل للحصول على ركلة جزاء فيحصل على إنذار ثاني وبطاقة حمراء ليخرج مطرودًا ويُحرم من لقاء الإياب وأربعة مباريات أخرى بعدما دفع حكم اللقاء.
عبقرية زيدان التي تحدثت عنها تجلَّت في غلق الملعب لعشر دقائق على الرغم من النقص العددي واللعب أمام برشلونة وفي الكامب نو، دقائق ويفتح زيدان الملعب جزئيًا وينجح في التقدم بالكرة دون مهاجم ويتلاعي بتمركز لاعبيه كقطع الشطرنج فيصبح الجناح صانع ألعاب ويدخل متوسط الميدان كقلب هجوم، مُرتدة واحدة كانت كافية لقتل اللقاء بالثالث إذا كنت تمتلك جوهرة تُسمى ماركو أسينسيو، وإذا استكملت اللقاء بنفس طريقة الشطرنج فالبطبع لن تستقبل أهداف، وبالطبع ستحقق ما تريد!
المباراة انتهت بقبعة مرفوعة لزيدانو بتفوق تكتيكي كاسح، انتهت بإعطاء درس عن كيفية الاستثمار في دكة البدلاء، انتهت بناقوس خطر يدق في كتالونيا وانتهت بكأس سوبر تستعد لتزيين خزائن الميرينجي.